آخر الأحداث والمستجدات
غليان الشارع المكناسي في انتظار الزيارة الملكية
لاحديث لساكنة مكناس هذه الأيام إلا عن الزيارة الملكية المرتقبة خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان القادم، والتي تأتي في ظرفية عرفت فيها درجة غليان الشارع المكناسي ارتفاعا كبيرا بسبب فشل سياسة تدبير الشأن المحلي التي يقودها أسوء مجلس بلدي عرفه الإقليم منذ عقود من الزمن، بسبب تردي الخدمات الاجتماعية، وتفشي الرشوة والمحسوبية والزبونية، وتورط بعض المستشارين في ملفات الفساد والرشوة واستغلال النفوذ وتفويت أراضي غير قابلة للتفويت، حيث مازال بعضهم قابعا في سجن تولال المحلي بمكناس، ناهيك عن الطرق المشبوهة التي يتم بها تدبير المال العام داخل هاته الجماعة، مما يفرض تدخلا عاجلا من طرف الجهات المسؤولة قانونيا للقيام بافتحاص مالي ومحاسباتي، والوقوف على جملة من الاختلالات التي همت بعض العقود والصفقات التي فاحت رائحتها حتى أصبحت تزكم الأنوف.
وبخصوص تدبير الشأن الثقافي والاجتماعي بذات الجماعة فقد سبق للعديد من الفعاليات المدنية والجمعوية أن احتجت داخل قاعة الاجتماعات أثناء انعقاد دورات المجلس العادية شجبا واستنكارا للطريقة التي يتم بها تدبير المال العام في توزيع المنح والمساعدات على الجمعيات والتي تشوبها العديد من الاختلالات بسبب غياب المنطق العقلاني ونهج أسلوب "باك صاحبي".
وقد كان لمحمد فوزي الوالي السابق لجهة مكناس تافيلالت والوالي الحالي لجهة مراكش الفضل الكبير في فتح أكبر وأخطر الملفات التي عرفها الإقليم بفضح أخطبوط مافيا العقار بمكناس من ناهبي أراضي الأحباس من خلال فتح تحقيقات جدية ومسؤولة في الموضوع، وبالتالي إحالتها على القضاء، الذي قضى بإيداع العديد من المسؤولين والشخصيات النافذة السجن بعدما ثبت لهيئة المحكمة ضلوع هؤلاء في جرائم يعاقب عليها القانون، قبل أن يُعفى ناظر الأوقاف والشؤون الإسلامية من مهامه، كما سبق له أيضا أن اتخذ خطوات جريئة في معزل عن المجلس الجماعي الغائب بخصوص تحرير الملك العام ومحاربة ظاهرة تدخين الشيشة في المقاهي العمومية والتعاطي للقمار، حيث سبق وأن تم إغلاق العديد من المقاهي بناء على تقارير قامت بها لجن مختلطة معتمدة في ذلك على نص القانون العاملي الذي أصدره محمد فوزي بعدما تحولت بعض المقاهي إلى ما يشبه البورديلات والعلب الليلية، لكن ما إن انتقل هذا الأخير وحل محله أحمد الموساوي القادم من ولاية القنيطرة حتى عادت حليمة لعادتها القديمة، وتم فتح تلك المقاهي حتى قبل أن تكمل عدتها في احترام مدة الإغلاق المذكورة في القرار.
من جهة أخرى، يتساءل العديد من المكناسيين عن جدوى السفريات التي استفاد منها بعض المحظوظين من مستشاري المجلس البلدي بمكناس، والذين أصبحوا مضطرين لتغيير جوازات سفرهم أو إضافة بعض الصفحات إليها بسبب الإفراط في السفريات التي همت العديد من الدول الأوربية والآسيوية، في وقت تحولت فيه المدينة إلى مطرح كبير ومفتوح للنفايات، وأصبحت فيه الحفر وسط الأزقة والشوارع بمثابة خنادق وأخاديد، وغابت الإنارة العمومية على العديد من الأزقة والأحياء الهامشية التي باتت نقطا سوداء تعرض فيها حياة وممتلكات المواطنين للخطر.
هي الزيارة الملكية إذن التي ينتظرها المكناسيون منذ مدة طويلة عاقدين معها الأمل الكبير في تغيير حقيقي وإصلاح شامل يشمل المدينة بكل مناحيها وقطاعاتها بإعادة سيناريو تسونامي الحسيمة ومعاقبة كل المسؤولين الفاسدين بالمدينة.
الكاتب : | عبد الرحمن بن دياب |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2012-07-24 03:23:42 |